بسم الله الرحمان الرحيم
كلنا شاهد ماحدث بعد تاريخ 18 نوفمبر 2009 والذي أصبح شئنا أم أبينا يوما خالدا في الذاكرة، ومنذ ذلك اليوم والكل أيضا يعرف صغيرا كان أم كبير ذكرا أم أنثى ماذا حدث ويحدث بين الجزائر ومصر.. متابعة بتلهف لأخبار اللاعبين، طوابير لرؤية مباريات، وحلم لحضور نهائيات.. لكن لا أحد يهمه أن يعرف ماذا حدث؟؟؟ ويحدث في فلسطين الحبيبة، صحيح أننا عشنا مشاهد على بساطتها وتواضعها لكنها عبرت عن حماس الشعب الجزائري وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في أحداث الحرب على غزة ومن بينها وضع بعض الشباب تلك الربطات التي تلف العنق أو ما يدعى (الشماغ الفلسطيني) والتي لاحظها معظم من يسير في شوارع العاصمة، لكن للأسف فحتى هذا المظهر البسيط سرعان ما تلاشى واستُبدلت تلك الربطات بأخرى تحمل شعار "معاك يا الخضراء"...
سبات عميق يخيّم على الأمة، وصمت يسلب العزيمة والهمّة، الأقصى يستنجد يا أمّة.. فهل من مجيب؟؟
إن العين لتدمع وان القلب ليحزن، اليوم وكل يوم فلسطين بحاجة إلينا إنهم في معاناة دائمة مع ظروف الحياة القاسية التي فُرضت عليهم من اليهود الظلمة، وزادت حدة المعاناة وبلغت أوجها بزحف اليهود شيئا فشيئا نحو المسجد الأقصى، مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أولى القبلتين وثالث الحرمين، فقد افتتح اليهود بالقرب منه وعلى أنقاض البيوت الفلسطينية المهدمة مايسمى بكنيس الخراب جعله الله تعالى بداية لخراب وزوال إسرائيل، وهو امتداد لمخطط تسعى إسرائيل لتنفيذه لطمس معالم القدس المحتلة وما تحتويه من مقدسات إسلامية ومسيحية، واستبدالها بأخرى يهودية بحتة إنهم يحاولون أن يوجدوا لهم تاريخ بأي ثمن.. فبالأمس تم الاعتداء على الحرم الإبراهيمي بالخليل ومسجد بلال بن رباح، ليحاول اليهود أن يوهموا العالم أنهما إرث يهودي، لاشيء يوقف إسرائيل، لم تعد تهتم لأحد و لا لردود الأفعال التي تعرف نتيجتها مسبقا، إنها لن تتعدى زوبعة في فنجان سرعان ما تهدأ لتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي، هم يدركون تمام الإدراك مستوى الخذلان والهوان الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، وفي هذا الصدد عبّر الشيخ سالم أبو الفتوح الداعية الإسلامي عن تأسفه لما آل إليه حال الأمة الإسلامية، ونظرة إسرائيل للمسلمين وقال أن رئيس الدولة المغتصبة شامير في صحيفة "يديعوت أحرانوت" الإسرائيلية ُسئل: المسلمون يقولون أنه ستكون بيننا و بينهم حرب وسنختبئ خلف الشجر والحجر، فضحك وقال نعم هذه حقيقـــــــــــــة ولكن لسنا نحن اليهود الذين نفر منهم و ليسوا هم المسلمين الذين سيطردوننا و يقاتلوننا. انه يعلم علم اليقين أن هذه الشعوب مخدّرة بالإعلام الفاسد والأفلام *
بالرغم من ذلك فالشعب الفلسطيني لا يستسلم، ببسالته المعهودة يواجه و يقاوم وسلاحه الحجارة، انه مؤمن بقضيته ولا يتراجع، وحتى المرأة تساند وتحارب، تقدم أبناءها بكل فخر دفاعا عن الوطن الغالي متنازلة عن عاطفة الأمومة التي تجري في عروق كل أم، مستقبلة نبأ استشهادهم بالزغاريد إنها فعلا مثال لكل الأمهات
قد يكون البعض منا مستغرقا في تغيير محطات القنوات الفضائية بجهازالريموت كنترول وأثناء ذلك يمر على محطة للأخبار تتحدث عن الأحداث في فلسطين، هل سيتوقف ليتابع آخر مستجدات القضية الفلسطينية ، أم أنه يعتبر ذلك أمرا عاديا ويواصل البحث عن مسلسله أو برنامجه المفضل؟؟؟
واجب علينا كمسلمين وعرب مساندة إخواننا في فلسطين إنها مسؤولية أمام الله، كل حسب موقعه وبما أتيح له، وأقل ما يمكننا أن نفعله هو الدعاء لهم في السجود وإخلاص النية حتى يُتقبل دعاؤنا فان كان هناك ما يرد القدر فهو الدعاء وهذا قد يكون أضعف الإيمان...
منقول للأمانة